أم هل كبير بكي لم تقض عبرته أثر الأحبة يوم البين مشكوم
و المعني بالإنسان- هاهنا- آدم- في قول الحسن- و المعني قد أتي علي آدم «حِينٌ مِنَ الدَّهرِ» و به قال قتادة و سفيان. و قيل: ان آدم لما خلق اللّه جثته بقي أربعين سنة لم تلج فيه الروح کان شيئاً، و لم يكن مذكوراً، فلما نفخ فيه الروح و بلغ إلي ساقه كاد ينهض للقيام، فلما بلغ عينيه و رأي ثمار الجنة بادر اليها ليأخذها فلذلك قال اللّه تعالي (خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ)[1] و قال غيره: هو واقع علي کل إنسان، و الإنسان في اللغة حيوان علي صورة الانسانية، و قد تكون الصورة الانسانية، و لا إنسان، و قد يکون حيوان و لا إنسان، فإذا حصل المعنيان صح إنسان لا محالة. و الإنسان حيوان منتصب القامة علي صورة تنفصل من کل بهيمة.
و (الحين) مدة من الزمان، و قد يقع علي القليل و الكثير. قال اللّه سبحانه «فَسُبحانَ اللّهِ حِينَ تُمسُونَ وَ حِينَ تُصبِحُونَ»[2] أي وقت تمسون و وقت تصبحون. و قال (تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) يعني کل ستة أشهر، و قال قوم: کل سنة. و قال- هاهنا