نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 10 صفحه : 184
احدي و عشرون آية قرأ نافع و إبن عامر و ابو جعفر (مستنفرة) بفتح الفاء. الباقون بكسرها و معناهما متقارب، لان من فتح الفاء أراد أنه نفرها غيرها، و من كسر الفاء أراد أنها نافرة، و انشد الفراء:
امسك حمارك إنه مستنفر في أثر أحمرة عمدن لغرّب[1]
و النفور الذهاب عن المخوف بانزعاج، نفر عن الشيء ينفر نفوراً فهو نافر، و التنافر خلاف التلاؤم، و استنفر طلب النفور (و مستنفرة) طالبة للنفور. و قرأ نافع و يعقوب (و ما تذكرون) بالتاء علي الخطاب. الباقون بالياء علي الخبر لما اخبر اللّه تعالي ان الآية الّتي ذكرها لإحدي الكبر، بين أنه بعث النبي (نَذِيراً لِلبَشَرِ) أي منذراً مخوفاً معلماً مواضع المخافة، و النذير الحكيم بالتحذير عما ينبغي ان يحذر منه، فكل نبي نذير، لأنه حكيم بتحذيره عقاب اللّه تعالي علي معاصيه (و نذيراً) نصب علي الحال. و قال الحسن: إنه وصف النار و قال إبن زيد: هو وصف النبي. و قال أبو رزين: هو من صفة اللّه تعالي، فمن قال: هو للنبي قال كأنه قيل: قم نذيراً. و قوله (لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ) معناه إن هذا الانذار متوجه إلي من يمكنه ان يتقي عذاب النار بأن يجتنب معاصيه و يفعل طاعاته، فيقدر