نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 10 صفحه : 176
و سعيد بن جبير: نزلت الآية في الوليد بن المغيرة المخزومي. و قالا: کان ماله الف دينار. و قال سفيان: کان ماله أربعة آلاف دينار. و قال النعمان بن سالم: کان أبرص. و قال عطاء عن عمر: کان غلة شهر شهر. و قال مجاهد: کان بنوه عشرة «وَ بَنِينَ شُهُوداً» أي و اولاداً ذكوراً معه يستمتع بمشاهدتهم، و ينتفع بحضورهم. و قيل کان بنوه لا يغيبون عنه لغنائهم عن ركوب السفر في التجارة بخلاف من هو غائب عنهم.
و قوله «وَ مَهَّدتُ لَهُ تَمهِيداً» أي سهلت له التصرف في الأمور تسهيلا و قد يکون التسهيل من المصيبة ليخف الحزن بها، و قد يکون لما يتصرف فيه من المبالغة.
و قوله «ثُمَّ يَطمَعُ أَن أَزِيدَ» أي لم يشكرني علي هذه النعم، و هو مع ذلک يطمع أن أزيد في إنعامه. و التمهيد و التوطئة و التذليل و التسهيل نظائر.
ثم قال تعالي علي وجه الردع و الزجر «كَلّا» كأنه قال: ارتدع عن هذا و انزجر کما ان (صه) بمنزلة اسكت (و مه) بمنزلة اكفف. و إنما هي أصوات سمي الفعل بها، فكأنه قال: انزجر، فليس الأمر علي ما تتوهم.
ثم بين لم کان كذلك فقال «إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا» أي إنما لم أفعل به ذلک، لأنه لحجتنا و أدلتنا «عَنِيداً» أي معانداً، فالعنيد الذاهب عن الشيء علي طريق العداوة له، يقال عند العرق يعند عنوداً، فهو عاند إذا نفر، و هو من هذا، و المعاندة منافرة المضادة، و كذلك العناد، و هذا الكافر يذهب عن آيات اللّه ذهاب نافر عنها. و قيل معني «عنيد» عنود أي جحود بتكذيب المعاندة- في قول إبن عباس و قتادة- و قيل: معناه معاند، و بعير عنود أي نافر قال الشاعر:
إذا نزلت فاجعلوني وسطا إني كبير لا أطيق العندا[1]