کان رقيقاً بالياً. و سفهته الريح: إذا طيرته کل مطيّر. و في اخبارنا أن شارب الخمر سفيه فأمر الله تعالي أن يؤمنوا کما آمن المؤمنين المستبصرون فقالوا: أ نؤمن کما آمن الجهال، و من لا رأي له و من لا عقل له كالصبيان و النساء، فحكم الله عليهم حينئذ بأنهم السفهاء باخباره عنهم بذلك. و هو من تقدم ذكره من المنافقين.
و السفيه إنما سمي مفسداً من حيث انه يفسد من حيث يظن انه يصلح، و يضيّع من حيث يري أنه يحفظ و كذلك المنافق يعصي ربه من حيث يظن انه يطيع و يكفر به من حيث يظن أنه يؤمن به. و الألف و اللام في السفهاء للعهد کما قلناه في النّاس.
و هذه الآية ايضاً فيها دلالة علي من قال: إن الكافر لا يکون إلا معانداً، لأنه قال: «وَ لكِن لا يَعلَمُونَ».
وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوا إِلي شَياطِينِهِم قالُوا إِنّا مَعَكُم إِنَّما نَحنُ مُستَهزِؤُنَ (14)
قرئ في الشواذ و إذا لاقوا الّذين. قرأها اليماني. و في القراء من همز «مستهزئون»، و منهم من ترك الهمزة.
حكي عن إبن عباس أنه قال: هذه في صفة المنافقين فكان الواحد منهم إذا لقي اصحاب النبي- صلي اللّه عليه و آله- قال إنا معكم- أي علي دينكم- و إذا خلوا الي شياطينهم- يعني أصحابهم- قالوا انما نحن مستهزئون- يعني نسخر منهم يقال خلوت اليه، و خلوت معه. و يقال خلوت به علي ضربين: أحدهما- بمعني خلوت معه، و الآخر- بمعني سخرت منه. و خلوت اليه في قضاء الحاجة لا غير.
و خلوت به له معنيان: أحدهما- هذا، و الآخر- سخرت منه. قال الأخفش: