بالكذب. و جهة من ضم الياء و شدد الذال أنه ذهب الي أنهم استحقوا العذاب بتكذيبهم النبي- صلي اللّه عليه و آله- و بما جاء به. و من فتح الياء و خفف الذال قدر المضاف، كأنه قال: بكذبهم، و هو أشبه بما تقدم، و هو قولهم: «آمَنّا بِاللّهِ وَ بِاليَومِ الآخِرِ»[1]، فأخبر اللّه عنهم فقال: «وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَ» و لذلك يحمد تكذيبهم. و ادخل کان ليعلم ان ذلک کان فيما مضي، كقول القائل: ما احسن ما کان زيداً. و قال بعض الكوفيين: لا يجوز ذلک، لأن حذف کان، انما أجازوه في التعجب. لأن الفعل قد تقدمها فكأنه قال حسناً کان زيد. و لا يجوز ذلک هاهنا لأن کان تقدمت الفعل.
وَ إِذا قِيلَ لَهُم لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ قالُوا إِنَّما نَحنُ مُصلِحُونَ (11)
رام ضم القاف فيها و في أخواتها الكسائي و هشام و رويش[2] و وافقهم إبن ذكوان في السين و الحاء، مثل: حيل و سيق، و سيئت، و وافقهم اهل المدينة في سيق و سيئت فمن ضم ذهب الي ما حكي عن بعض العرب: قد قول، و قد بوع المتاع، بدل قيل و بيع، و من كسرها قال: لأن ياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم، و من أشم قال: أصله قول، فاستثقلت الضمة، فقلبت كسرة، و أشمت ليعلم ان الأصل كانت ضمة.
و روي عن سلمان- رحمه اللّه- أنه قال: لم يجئ هؤلاء. و قال أكثر المفسرين: إنها نزلت في المنافقين الّذين فيهم الآيات المتقدمة، و هو الأقوي و يجوز أن يراد بها من صورتهم صورتهم، فيحمل قول سلمان- رحمه اللّه- علي أنه