كيف لا يکون بعده يوم و لا انقطاع للاخرة و لا فناء! قيل: اليوم في الآخرة سمي يوماً بليلته الّتي قبله فإذا لم يتقدم النهار ليل لم يسم يوماً فيوم القيامة يوم لا ليل بعده فلذلك سماه اليوم الآخر.
و انما قال: «وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَ» مع قوله: «.. مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ» تكذيباً لهم فيما أخبروا عن اعتقادهم من الايمان و الإقرار بالبعث و النبوة فبين ان ما قالوه بلسانهم مخالف لما في قلوبهم و ذلک يدل علي ان الايمان لا يکون مجرد القول علي ما قالته الكرامية.
(يقول) من القول و منه: تقوّل إذا تخرص القول و اقتال فهو مقيال:
إذا أخذ نفعاً الي نفسه بالقول أو دفع به ضرراً عنها و المِقوَل اللسان يُقَوّله تقويلا إذا طالبه بإظهار القول.
يُخادِعُونَ اللّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخدَعُونَ إِلاّ أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ (9)
آية
قرأ إبن كثير و نافع و ابو عمرو بضم الياء و بألف. الباقون بفتح الياء بلا الف في قوله «وَ ما يَخدَعُونَ»
قال ابو زيد: خدعت الرجل أخدعه خِدعاً بكسر الخاء و خديعة و يقال في المثل: إنك لأخدع من ضب حرشته. و قال إبن الاعرابي: الخادع: الفاسد من الطعام و من کل شيء و انشد:
ابيض اللون لذيذاً طعمه طيب الريق إذا الريق خدع
اي تغير و فسد. و قال ابو عبيدة: يخادعون بمعني يخدعون قال الشاعر:
و خادعت المنية عنك سراً فلا جزع الأوان و لا رواعا