(من) لفظ يخبر به عن الواحد من العقلاء، و اثنين و جماعة فلما قال: «وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَ» دل علي أنه أراد الجمع و انما قال: (يقول) بلفظ الواحد حملا له علي اللفظ قال الشاعر:
نكن مثل مَن يا ذئب يصطحبان
و قيل في معني النّاس وجهان:
أحدهما- أن يکون جمعاً لا واحد له من لفظه واحدهم إنسان و الأنثي انسانة و الثاني- أن أصله: أناس فأسقطت الهمزة منها لكثرة الاستعمال إذا دخلها الألف و اللام للتعريف ثم أدغمت لام التعريف في النون کما قيل: (لكنا هو اللّه) و أصله: لكن انا.
و قال بعضهم: ان النّاس لغة غير أناس، و إلا لقيل في التصغير: أنيس رداً الي أصله.
و اشتقاقه من النوس: و هو الحركة ناس ينوس نوساً: إذا تحرك و النوس:
و لا خلاف بين المفسرين ان هذه الآية و ما بعدها نزلت في قوم من المنافقين من الأوس و الخزرج و غيرهم، روي ذلک عن إبن عباس و ذكر أسماءهم و لا فائدة في ذكرها. و كذلك ما بعدها الي قوله: «وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ» كلها في صفه هؤلاء المنافقين. و المنافق هو ألذي يظهر الإسلام بلسانه و ينكره بقلبه.
و اليوم الآخر هو يوم القيامة و انما سمي يوم القيامة اليوم الآخر لأنه يوم لا يوم بعده سواه. و قيل: لأنه بعد ايام الدنيا و أول ايام الآخرة. فان قيل:
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 67