نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 54
قد جمع الطعمين. و يحتمل ان يکون رفعاً بانه خبر ابتداء محذوف و تقديره هو هدي لأن الكلام الأول قد تم و يحتمل ان يکون رفعه علي قولك ذلک الكتاب لا ريب كأنك قلت: هذا الكتاب حق لأن لا شك بمعني حق. ثم قال بعد ذلک فيه هدي للمتقين. و هدي يذكر في جميع اللغات و حكي عن بعض بني اسد هذه هدي حسنة تدغم النون في اللام عند الأكثر (و المتقين) مجرور باللام و المتقي هو ألذي يتقي بصالح اعماله عذاب اللّه مأخوذ من اتقاء المكروه بما يجعله حاجزاً بينه و بينه کما قال ابو حية النميري:
و القت قناعاً دونه الشمس و اتقت بأحسن موصولين كف و معصم
و قيل ان المتقين هم الّذين اتقوا ما حرم عليهم و فعلوا ما وجب عليهم. و قيل ان المتقين هم الّذين يرجون رحمة اللّه و يحذرون عقابه. و قيل ان المتقين هم الّذين اتقوا الشرك و برئوا من النفاق و هذا الوجه ضعيف لأنه يلزم عليه وصف الفاسق المتهتك بانه متق إذا کان برياً من الشرك و النفاق. و أصل الاتقاء الحجز بين الشيئين و منه اتقاه بالترس لأنه جعله حاجزاً بينه و بينه و اتقاه بحق كذلك و منه الوقاية لأنها تحجز بين الرأس و الأذي.
و منه التقية في اظهار خلاف الإبطان. و الفرق بينه و بين النفاق: ان المنافق يظهر الخير و يبطن الشر، و المتقي يظهر القبيح و يبطن الحسن. و يقال وقاه يقيه وقاية و توقاه توقياً.
آية بلا خلاف الّذين في موضع خفض لأنه نعت للمتقين، و يجوز ان يکون رفعاً علي الابتداء «و يؤمنون» رفع لأنه فعل مستقبل و الواو و النون في موضع رفع لأنه كناية عن الفاعل، و النون الأخيرة مفتوحة لأنها نون الجمع و الصلاة نصب لأنها مفعول به. و الايمان في اللغة هو التصديق، و منه قوله: وَ ما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا. أي بمصدق لنا. و قال: «يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَ الطّاغُوتِ»[1] و كذلك هو في الشرع