يريبني قال ساعدة بن جوية الهذلي:
و قالوا تركن الحي قد حصروا به فلا ريب ان قد کان ثم لحيم
أي أطافوا به و اللحيم القتيل، يقال لحم إذا قتل و الهاء فيه عائدة علي الكتاب و يحتمل ان يکون لا ريب فيه خبراً، و المعني انه حق في نفسه، و لا يکون المراد به انه لا يقع فيه ريب لأن من المعلوم أن الريب واقع فيه من الكفار و في صحته و يجري ذلک مجري الخبر إذا کان مخبره علي ما هو به في أنه يکون صدقا و ان كذبه قوم و لم يصدقوه. و يحتمل أن يکون معناه الأمر أي تيقنوه و لا ترتابوا فيه
قوله تعالي:
هُديً لِلمُتَّقِينَ
معناه نور و ضياء و دلالة للمتقين من الضلالة و انما خص المتقين بذلك و ان کان هدي لغيرهم من حيث انهم هم الّذين اهتدوا به و انتفعوا به کما قال:
«إِنَّما تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكرَ»[1] و ان کان انذر من لم يتبع الذكر و يقول القائل: في هذا الأمر موعظة لي او لك و ان کان فيه موعظة لغيرهما. و يقال هديت فلانا الطريق إذا أرشدته و دللته عليه، أهديه هداية
و يحتمل ان يکون منصوبا علي الحال من الكتاب و تقديره ذلک الكتاب هاديا للمتقين و ذلک يکون مرفوعاً بالم. و الكتاب نعت لذلك، و يحتمل ان يکون حالا من الهاء في (فيه)، كأنه قال: لا ريب فيه هاديا و يحتمل ان يکون رفعاً من وجوه:
أولها- ان يکون خبراً بعد خبر كأنه قال: هذا كتاب هدي أي قد جمع انه الكتاب ألذي وعدوا به و انه هدي کما يقولون: هذا حلو حامض يريدون انه