و روي عن إبن عباس ان لأبي جاد حديثاً عجيباً، أبي: آدم جد في أكل الشجرة، و هواز: فزل آدم فهوي من السماء الي الإرض. و اما حطي فحطت عنه خطيئته و اما كلمن فأكل من الشجرة و منَّ عليه بالتوبة. و سعفص: عصي آدم فاخرج من النعيم الي الكبد[1]. و قرشيات: أقر بالذنب فسلم من العقوبة، و هذا خبر ضعيف يتضمن وصف آدم، و هو نبي بما لا يليق به.
و قال قوم: انها حروف من أسماء اللّه، و روي ذلک عن معاوية بن قرة عن النبي (ص).
[سورة البقرة (2): آية 2]
ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ هُديً لِلمُتَّقِينَ (2)
ذلک الكتاب هذه لفظة يشار بها الي ما قرب، و ذلک الي ما بعد، و ذاك الي ما بينهما و يحتمل أن يکون معني ذلک هاهنا هذا، علي قول عكرمة و جماعة من أهل العربية كالاخفش و أبي عبيدة و غيرهما، قال:
أقول له و الرمح يأطر[2] متنه تأمل خفافاً انني أنا ذلكا
أي انني انا هذا. و قال تعالي ذلک عالم الغيب و الشهادة، و هو موجود في الحال و انما جاز أن يستعمل هذا، و هي اشارة الي حاضر، بمعني ذلک و هي اشارة الي غايب لأنه كالحاضر عند الغائب. ألا تري ان الرجل يحدث حديثاً فيقول السامع هذا کما قلت و ربما قال ان ذلک کما قلت و انما جاز ذلک لقرب جوابه من كلام المخبر، و كذلك لما قال تعالي (آلم) و ذكرنا معني ذلک، قال لنبيه: يا محمّد هذا ألذي ذكرته و بينته، ذلک الكتاب. فلذلك حسن وضع ذلک في مكان هذا، إلا أنه اشارة الي ما مضي. و قال قوم: ان معناه ذلک الكتاب ألذي وعدوا به علي لسان موسي و عيسي کما قال