قوله تعالي: «صِبغَةَ اللّهِ» معناه فطرة الله. في قول الحسن و قتادة و أبي العالية، و مجاهد و عطية و إبن زيد و السدي. و قال الفراء و البلخي: انه شريعة اللّه في الختان ألذي هو التطهير و قوله: «صبغة اللّه» مأخوذ من الصبغ، لان بعض النصاري كانوا إذا ولد لهم مولود جعلوه في ماء طهور يجعلون ذلک تطهيراً له، و يسمونه العمودية: فقيل: صبغة اللّه أي تطهير اللّه، لا تطهيركم بتلك الصبغة.
و هو قول الفراء: و قال قتادة: اليهود تصبغ أبناءها يهوداً و النصاري تصبغ أبناءها نصاري، فهذا غير المعني الاول، و انما معناه: انهم يلقنون أولادهم اليهودية و النصرانية، فيصبغونهم بذلك لما يشربون قلوبهم منه، فقيل صبغة اللّه الّتي امر بها و رضيها يعني الشريعة، لا صبغتكم. و قال الجبائي سمي الدين صبغة لأنه هيئة تظهر بالمشاهدة من أثر الطهارة و الصلاة و غير ذلک من الآثار الجميلة الّتي هي كالصبغة و قال امية:
في صبغة اللّه کان إذ نسي ال عهد و خليّ الصواب إذ عزما
اللغة:
قال صاحب العين: الصبغ ما يلون به الثياب، و الصبغ مصدر صبغت و الصباغة حرفة الصباغ، و الصبغ، و الصباغ: ما يصطبغ به في الاطعمة. و الأصبغ من الطير ما ابيض ذنبه أو بعضه. و أصل الباب الصبغ: و هو المزج للتلوين.
الاعراب:
و نصب «صبغة اللّه» في الآية يحتمل أمرين:
أحدهما- أن يکون مردوداً علي «بل ملة ابراهيم» بدلا منه و تفسيراً له.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 485