قال: (اصطفيناه) علي لفظ المتكلم مع قوله: «إِذ قالَ لَهُ رَبُّهُ» علي لفظ الغائب للتصرف في الكلام کما قال الشاعر:
باتت تشكي الي النفس مجهشة و قد حملتك سبعا بعد سبعينا[1]
و الإسلام واجب علي کل مكلف، و ان اختلفت شرائع الأنبياء فيما يتعبدون:
من الحلال، و الحرام. لقوله (تعالي): ان «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ»[2] و ان الإسلام انما هو الإخلاص للّه بالعمل بطاعته، و اجتناب معصيته و ذلک واجب علي کل متعبد. و كله اسلام.
وَ وَصّي بِها إِبراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصطَفي لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنتُم مُسلِمُونَ (132)
آية بلا خلاف.
قرأ أهل المدينة، و إبن عامر (و اوصي) بهمزة مفتوحة بين الواوين، و تخفيف الصاد. الباقون و وصي مشددة الصاد. و من قرأ وصي ذهب إلي قوله: «فَلا يَستَطِيعُونَ تَوصِيَةً»[3] و مصدر وصي مثل قطع تقطعة و لم يجيئوا به علي تفعيل كراهية اجتماع الياءات مع الكسرة. و من قرأ أوصي فلقوله: «مِن بَعدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها»[4] و كلاهما جيدان.
و الوصية مأخوذة من قولهم: اوصي النبت: إذا اتصل بعضه ببعض فلما