و في قوله: رَبَّنا وَ ابعَث فِيهِم رَسُولًا مِنهُم و لم يبعث اللّه من هذه صورته إلا محمداً (ص). و المراد بالكتاب القرآن- علي قول إبن زيد و اكثر المفسرين- و معني (الحكمة) ها هنا السنة. و قيل المعرفة بالدين و الفقه في التأويل. و قيل العلم بالاحكام الّتي لا يدرك علمها إلا من قبل الرسل (ع) فالأول قول قتادة، و الثاني قول انس بن مالك و الثالث قول إبن زيد. و قال قوم هو كلام مثني كأنه وصف التنزيل بانه كتاب، و بانه حكمة، و بانه آيات. و قال بعضهم: الحكمة شيء يجعله اللّه في القلب ينوره به کما ينور البصر فيدرك المبصر، و کل حسن.
و معني قوله: «وَ يُزَكِّيهِم» قال إبن عباس: هو طاعة اللّه و الإخلاص له.
و قال إبن جريج يطهرهم من الشرك و يخلصهم منه. و قال الجبائي: (و يزكيهم) معناه يستدعيهم الي فعل ما يزكون به، من الايمان و الصلاح. و يحتمل ان يراد به انه يشهد لهم بالزكاء آمنوا و أصلحوا.
اللغة:
و (العزيز) القادر ألذي لا يعجزه شيء. و قيل: القادر ألذي لا يمتنع عليه شيء أراد فعله. و قيل: القدير و هو مبالغة الوصف بالقدرة. و نقيض العز الذل.
و يقال: عزه يعز عزة و عزازاً. و اعتز به اعتزازاً. و تعزّز تعززاً. و عازّه معازة.
تقول: عز يعز عزة و عزاً: إذا صار عزيزاً. و عز يعز عزاً: إذا قهر. و منه قولهم:
من عز بز اي من غلب سلب. و کل شيء صلب، فقد اعتز. و سمي العزاز من الإرض: و هو الطين الصلب ألذي لا يبلغ ان يکون حجارة. و عن الشيء إذا قل لا يكاد يوجد. و فلان اعتز بفلان إذا تشرف به «وَ عَزَّنِي فِي الخِطابِ»[1] اي