نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 46
و اما الغضب من اللّه فهو ارادة العقاب المستحق بهم، و لعنهم و براءته منهم و اصل الغضب الشدة و منه الغضبة الصخرة الصلبة الشديدة المركبة في الجبل المخالفة له و رجل غضوب شديد الغضب و الغضوب الحية الخبيثة لشدتها و الغضوب الناقة العبوس.
و اصل الضلال الهلاك و منه قوله (إذا ضللنا في الإرض) أي هلكنا و منه قوله تعالي «وَ أَضَلَّ أَعمالَهُم» أي أهلكها. و الضلال في الدين الذهاب عن الحق و الإضلال الدعاء الي الضلال و الحمل عليه و منه قوله تعالي: «وَ أَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ»[1] و الإضلال الأخذ بالعاصين الي النار و الإضلال الحكم بالضلال و الإضلال التحيير بالضلال بالتشكيك لتعدل عنه. و اليهود- و ان كانوا ضلالا- و النصاري- و ان كانوا مغضوباً عليهم- فإنما خص اللّه تعالي کل فريق منهم بسمة يعرف بها و يميز بينه و بين غيره بها و ان كانوا مشتركين في صفات كثيرة. و قيل انه أراد ب «المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ لَا الضّالِّينَ» جميع الكفار و انما ذكروا بالصفتين لاختلاف الفائدتين
و روي جابر إبن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (ص) قال اللّه تعالي: (قسمت الصلاة بيني و بين عبدي فله ما سأل فإذا قال العبد الحمد للّه رب العالمين قال حمدني عبدي و إذا قال الرحمن الرحيم قال اثني عليّ عبدي، و إذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ثم قال هذا لي و له ما بقي)
و لا يجوز عندنا ان يقول القارئ عند خاتمة الحمد: آمين فان قال ذلک في الصلاة متعمداً بطلت صلاته لأنه كلام لا يتعلق بالصلاة، و لأنه كلام لا يستقل بنفسه و انما يفيد إذا کان تأميناً علي ما تقدم و متي قصد بما تقدم الدعاء لم يكن تالياً للقرآن، فتبطل صلاته و ان قصد التلاوة لا يکون داعياً فلا يصح التأمين و ان قصدهما فعند كثير من الأصوليين ان المعنيين المختلفين لا يصح ان يردا بلفظ واحد، و من أجاز ذلک- و هو الصحيح- منع منه لقيام الدلالة علي المنع من ذلک فلأجل ذلک لم يجز.