نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 457
البلاد، و بما جعل في النفوس من تعظيمها، و الهيبة لها. و الوجه الثاني- بالأمر علي ألسنة الرسل. فأجابه اللّه الي ما سأل و انما سأل أن يجعلها آمنا من الجدب، و القحط لأنه أسكن أهله بواد غير ذي زرع، و لا ضرع. و لم يسأله أمنه من انتقال، و خسف، لأنه کان آمنا من ذلک. و قال قوم: سأله الامرين علي ان يديمهما له.
و ان کان أحدهما مستأنفا، و الآخر کان قبل.
و معني قوله: «بَلَداً آمِناً» أي يأمنون فيه. کما يقال: ليل نائم أي النوم فيه.
اللغة:
و البلد و المصر و المدينة نظائر. و رجل بليد إذا کان بعيد الفطنة. و كذلك يقال للدابة الّتي تقصر عن نظائرها. و أصل البلادة التأثير. و من ذلک قولهم لكركرة البعير: بلدة لأنه إذا برك تأثرت[1]. و البلد: الأثر في الجلد، و غيره. و جمعه أبلاد.
و انما سميت البلاد من قولك. بلد او بلدة، لأنها مواضع مواطن النّاس و تأثيرهم. و البلد:
المقبرة و يقال: هو نفس القبر قال حفاف:
کل امرئ نازل أحبته و مسلم وجهه الي البلد
«لا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِ» يعني بمكة و التبلد نقيض التجلد. و هو استكانة و خضوع. و تبلد الرجل: إذا نكس و ضعف في العمر، و غيره حتي في السجود.
و البلدة: منزل من منازل القمر. و أصل الباب البلد، و هو الأثر في الجلد، و غيره.
المعني:
و قوله «فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا» يعني بالرزق ألذي أرزقه الي وقت مماته. و قيل فأمتعه بالبقاء في الدنيا. و قال الحسن: فامتعه بالأمن و الرزق الي خروج محمّد (ص) فيقتله إن أقام علي كفره. أو يجليه[2] عنها. و قد قرئ في الشواذ فامتعه علي وجه الدعاء