إلا الاواري[1] لأيا ما أبينها و النؤي[2] كالحوض بالمظلومة[3] الجلد
و قال الفرّاء: و تغلب هذا خطأ، لأنه لو کان كذلك لما قال: و لا الضالين لأن لا نفي و جحد. و لا يعطف علي جحد إلا بجحد، و لا يعطف بالجحد علي الاستثناء و انما يعطف بالاستثناء علي استثناء و بالجحد علي الجحد. يقولون قام القوم إلا أخاك و إلا أباك و لا قام أخوك و لا أبوك، و لا يقولون ما قام القوم إلا أخاك و لا أباك، فعلي هذا تكون (غير) بمعني: لا فكأنه قال لا المغضوب عليهم و لا الضالين. قال الرماني: من نصب علي الاستثناء جعل لا صلة، کما انشد ابو عبيدة
في بئر لا حور سري و ما شعر[4]
أي في بئر هلكة.
و المَغضُوبِ عَلَيهِم» هم اليهود عند جميع المفسرين الخاص و العام، لأنه تعالي قد أخبر انه غضب عليهم و جعل فيهم القردة و الخنازير، «وَ لَا الضّالِّينَ» هم النصاري لأنه قال: «وَ ضَلُّوا عَن سَواءِ السَّبِيلِ»[5] و قال «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» يعني النصاري. و روي ذلک عن النبي (ص). و قال بعضهم لا: زائدة تقديره: غير المغضوب عليهم و الضالين کما قال: «ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ»[6] أي معناه أن تسجد قال ابو النجم:
فما ألوم البيض ألا تسخرا لما رأين الشِّمط القفندرا[7]
يعني أن تسخر. و تكون غير بمعني سوي. و قد بينا ضعف هذا عند الكوفيين لما مضي، و لأنه انما يجوز ذلک إذا تقدمه نفي كقول الشاعر:
ما کان يرضي رسول اللّه فعلهم و الطيبان ابو بكر و لا عمر