نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 443
آية واحدة.
هذا خطاب من اللّه لبني إسرائيل الّذين كانوا في عهد رسول اللّه (ص) أمرهم اللّه ان يذكروا نعمته الّتي أنعم بها عليهم.
اللغة:
و النعمة: النفع ألذي يستحق به الشكر. و الانعام و الإحسان و الإفضال نظائر.
و نقيض النعمة: النقمة: و هو الضرر المستحق.
المعني:
و معني قوله: «وَ أَنِّي فَضَّلتُكُم عَلَي العالَمِينَ» يعني عالمي زمانهم. و تفضيله إياهم بان جعل فيهم النبوة و الحكم و هذه الآية قد تقدم ذكر مثلها في رأس نيف و أربعين. و قيل في سبب تكريرها ثلاثة اقوال:
أحدها- ان نعم اللّه لما كانت الأصل ألذي به يجب شكره، و عبادته ذكر بها، ليقبلوا الي طاعته و اتباع أمره، و ليكون مبالغة في استدعائهم الي ما يلزمهم لربهم التظاهر بالنعم عليهم.
و الثاني- انه لما ذكر الكتاب و عني به التوراة، و کان فيه الدلالة علي شأن عيسي و محمّد (ص) في النبوة و البشارة المتقدمة، ذكرهم عز و جل بما أنعم عليهم من ذلک، و فضلهم کما جاء «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ»[1] بعد نعم ذكرهم بها، ثم عدد نعماً اخر، و قال فيها فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ[2] اي فبأي هذه تكذبان و کل تقريع جاء، فإنما هو موصول بتذكير نعمه غير الاول. و الثالث غير الثاني. و هكذا الي آخر السورة. و كذلك الوعيد- في سورة المرسلات- بقوله: «وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِينَ»[3] انما هو بعد الدلالة علي اعمال يعظم التكذيب بما تدعو اليه الادلة.