فثني و اللفظ واحد لأجل المعني. فان قيل إذا کان قد ذكر «فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم» فلم قال: «وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ» قيل عن ذلک جوابان:
أحدهما- الدلالة علي انهم علي يقين لا علي رجاء يخاف معه ألا يکون الموعود به.
و الثاني- الفرق بين حالهم، و بين حال اهل العقاب ألذي يخافون و يحزنون.
وَ قالَتِ اليَهُودُ لَيسَتِ النَّصاري عَلي شَيءٍ وَ قالَتِ النَّصاري لَيسَتِ اليَهُودُ عَلي شَيءٍ وَ هُم يَتلُونَ الكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعلَمُونَ مِثلَ قَولِهِم فَاللّهُ يَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ (113)
- آية بلا خلاف.-
اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فقال إبن عباس: انه لما قدم اهل نجران من النصاري علي رسول اللّه (ص) أتتهم أحبار يهود، فتنارعوا عند رسول اللّه (ص) فقال رافع بن خويلد: ما أنتم علي شيء، و كفر بعيسي و بالإنجيل، فقال رجل من من اهل نجران من النصاري: ما أنتم علي شيء و جحد بنبوة موسي، و كفر بالتوراة فأنزل اللّه في ذلک الآية الي قوله: «فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ».
و قال الربيع: هؤلاء اهل الكتاب الّذين كانوا علي عهد رسول اللّه (ص).
و معني الآية احد شيئين:
أحدهما- حل الشبهة بانه ليس في تلاوة الكتاب معتبر في الإنكار، لما لم يؤت علي إنكاره، ببرهان فلا ينبغي ان تدخل الشبهة بإنكار اهل الكتاب لملة اهل الإسلام