و قال الزجاج: قدير علي ان يدعو الي دينه بما أحب مما هو الأليق بانجائكم اي فيأمر بالصفح تارة و بالعقاب اخري علي حسب المصلحة.
و الثالث- انه لما امر بالامهال، و التأخير في قوله: «فَاعفُوا وَ اصفَحُوا» كأنّ فيه تعلق النفس بالعافية في ذلک، فقال أمهلوهم فإنهم لا يعجزون الله، و لا يفوتونه، إذ هو «عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ».
و انما أمرهم بالصفح، و العفو و ان كانوا مضطهدين مقهورين مقموعين، من حيث ان كثيراً من المسلمين كانوا عزيزين في عشائرهم، و أقوامهم يقدرون علي الانتصار و الانتقام من الكفار، فأمرهم الله تعالي بان يعفوا و إن قدروا حتي يأتي الله بامره.