نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 369
معاندين. و قال ابو علي: لا يجوز علي جماعتهم ان يكتموا ما علموا مع كثرة عدوّهم، و اختلاف همهم، لأنه خلاف العادة، و لكن يجوز علي الجمع الكثير ان يتواطوا علي الكتمان، و لذلك قال: «فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ كِتابَ اللّهِ».
و قوله: «مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُم» يحتمل أمرين: أحدهما- مصدق لما معهم، لأنه جاء علي الصفة الّتي تقدمت بها البشارة. و الثاني- انه مصدق بالتوراة انها حق من عند اللّه- و الاول احسن،- لان فيه حجة عليهم، و عبرة لهم. و قال الحسن:
«مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُم» من التوراة، و الإنجيل. و قال غيره: يصدق بالتوراة، لان الاخبار ها هنا عن اليهود دون النصاري. و انما قال: «نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ» و لم يقل منهم، إذ تقدم ذكرهم، لاحد أمرين: