قال إبن عباس، و ابو العالية: و مجاهد، و الربيع: ان المعني بقوله احرص النّاس علي حياة اليهود و احرص من الّذين أشركوا و هم المجوس و هم الّذين يود أحدهم لو يعمّر الف سنة و ما هو بمزحزحه لأنه إذا دعا بعضهم لبعض يقول له: هزار سال بده: اي عشرة آلاف سنة و اليهود احرص علي الحياة منهم (و ما هو بمزحزحه) اي بمباعده من العذاب ان يعمر لأنه لو عمر ما تمني لما دفعه طول العمر من عذاب اللّه تعالي علي معاصيه و انما وصف اللّه اليهود بأنهم احرص النّاس علي حياة لعلمهم بما قد اعدّ اللّه لهم في الآخرة علي كفرهم، مما لا يقرّ به اهل الشرك الّذين لا يؤمنون بالبعث و يعلمون ما هناك من العذاب. و ان المشركين لا يصدقون ببعث و لا عقاب. و اليهود احرص منهم علي الحياة و اكره للموت.
و قوله: «وَ ما هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذابِ أَن يُعَمَّرَ» يعني و ما التعمير و طول البقاء بمزحزحه من عذاب اللّه، و هو عماد لطلب (ما) الاسم اكثر من طلبها الفعل کما قال الشاعر:
و ان في قوله: (يعمر) رفع بمزحزحه و حسنت الباء في قوله (بمزحزحه)
[1] معاني القرآن للفراء 1: 52 صدر البيت:
بثوب و دينار و شاة و درهم و قوله. (بثوب) متعلق بقوله (باع) من البيت المتقدم و هو
بأن السلامي ألذي بضرية || امير الحمي قد باع حقي بني عبس
و معني (فهل هو مرفوع بما ها هنا رأس). فهل نجد ناصراً ينصرنا و يأخذ لنا حقنا، فترفع رءوسنا. و هذه كلمة يقولونها في مثل ذلک.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 359