نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 32
يعني سيد كندة. و منه قوله تعالي: «أَمّا أَحَدُكُما فَيَسقِي رَبَّهُ خَمراً» يعني سيده و يسمي الرجل المصلح رباً، قال الفرزدق بن غالب:
كانوا كسالئة[1] حمقاء إذ حقنت سلائها في أديم غير مربوب
يعني غير مصلح و منه قيل فلان رب ضيعة إذا کان يحاول إتمامها. و الربانيون من هذا من حيث كانوا مدبرين لهم. و اشتق رب من التربية يقال ربيته و ربيته بمعني واحد و الربيّ الشاة ولدت حديثاً لأنها تربي. و قوله «رَبِّ العالَمِينَ» أي المالك لتدبيرهم. و المالك للشيء يسمي ربه و لا يطلق هذا الاسم إلا علي اللّه، و أما في غيره فبقيد فيقال: رب الدار و رب الضيعة. و قيل انه مشتق من التربية و منه قوله تعالي: «وَ رَبائِبُكُمُ اللّاتِي فِي حُجُورِكُم» و متي قيل في الله انه رب بمعني انه سيد فهو من صفات ذاته. و إذا قيل بمعني انه مدبر مصلح فهو من صفات الأفعال و العالمين جمع عالم و عالم لا واحد له من لفظه كالرهط و الجيش و غير ذلک، و العالم في عرف اللغة عبارة عن الجماعة من العقلاء لأنهم يقولون جاءني عالم من النّاس و لا يقولون جاءني عالم من البقر و في عرف النّاس عبارة عن جميع المخلوقات و قيل انه ايضاً اسم لكل صنف من الأصناف و أهل کل زمن من کل صنف يسمي عالماً و لذلك جمع. و قيل عالمون لعالم کل زمان. قال العجاج: