نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 313
«أَ لَم يَأتِكُم نَذِيرٌ قالُوا بَلي.»[1] فإذا کان في الاول نفياً، کان الجواب بلي و إذا لم يكن نفياً کان الجواب لا. و هذا خطاب لامة النبي «ص» فكأنه قال: أ فتطمعون أيها المؤمنون أن يؤمنوا لكم من طريق النظر و الاعتبار، و نفي التشبيه، و الانقياد للحق و قد کان فريق منهم: أي ممن هو في مثل حالهم من أسلافهم يسمعون كلام اللّه ثم يعلمون انه الحق، و يعاندون فيحرّفونه و يتأولونه، علي غير تأويله.
و قوله: «وَ قَد كانَ فَرِيقٌ مِنهُم» و الفريق جمع كالطائفة لا واحد له من لفظه و هو فعيل من الفرق سمي به الجمع کما سميت الجماعة بالحزب من التحزب قال اعشي بن تغلبة:
أخذوا فلما خفت ان يتفرقوا فريقين منهم مصعد و مصوب[2]
و قوله: «منهم» يعني من بني إسرائيل، و انما جعل اللّه الّذين كانوا علي عهد موسي و من بعد: من بني إسرائيل من اليهود الّذين قال اللّه تعالي لأصحاب محمّد «ص» ا فتطمعون أن يؤمنوا لكم، لأنهم كانوا آباؤهم و أسلافهم، فجعلهم منهم إذ كانوا عشائرهم و فرقهم و أسلافهم.
و قوله: «يَسمَعُونَ كَلامَ اللّهِ» قال قوم منهم مجاهد و السدي: إنهم علماء اليهود يحرفون التوراة، فيجعلون الحلال حراماً و الحرام حلالا ابتغاء لأهوائهم و اعانة لمن يرشوهم. و قال إبن عباس و الربيع و إبن إسحاق و البلخي: انهم الّذين اختارهم موسي من قومه، فسمعوا كلام اللّه فلم يمتثلوا أمره، و حرفوا القول في اخبارهم لقومهم حتي رجعوا اليهم و هم يعلمون انهم قد حرفوا. و هذا أقوي التأويلين، لأنه تعالي اخبر عنهم بأنهم يسمعون كلام اللّه و الّذين سمعوا كلام اللّه. بلا واسطة هم الّذين كانوا مع موسي. فاما هؤلاء فإنما سمعوا ما يضاف الي كلامه بضرب من العرف دون حقيقة الوضع. و من قال بهذا. قال: هم الّذين سمعوا كلام اللّه ألذي اوحي اللّه الي موسي. و قال قوم هو التوراة الّتي علمها علماء اليهود.
و قوله: «مِن بَعدِ ما عَقَلُوهُ وَ هُم يَعلَمُونَ». قيل فيه وجهان:
أحدهما- و هم يعلمون انهم يحرفونه.
[1] سورة الملك: آية 8 و 9 [2] ديوانه. أجد السير: انكش فيه و اسرع. مصعد: مبتدئ في الصعود الي نجد و الحجاز. و مصوب: منحدر في رجوعه الي العراق.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 313