نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 300
لا شية فيها لا بياض فيها، و الاسواد و قال قتادة مسلمة من العيوب. و به قال الربيع. و قال إبن جريج: لا عوان فيها. قال المؤرخ: لا شية فيها: أي لا وضح فيها بلغة أزد شنوءة و ألذي قال اهل اللغة «لا شية فيها»: اي لا لون يخالف لون جلدها و أصله: وشي الثوب و أصله تحسين عيوب الشيء، يکون فيه بضروب مختلفة من الوان سداه، و لحمته يقال منه: وشيت الثوب: أشيه شية و وشيا. و منه قيل للساعي بالرجل الي السلطان، أو غيره واش لكذبه عليه عنده. و تحسينه كذبه عنده بالأباطيل يقال: وشيت به، وشاية. قال كعب بن زهير:
يسمي للوشاة بجنبيها و قولهم انك يا بن أبي سلمي لمقتول[1]
يعني: انهم يتقولون الأباطيل، و يخبرونه انه إن لحق بالنبي (ص) قتله و قال بعض اهل اللغة ان الوشي: العلامة و أصله: شية من وشيت، لكن لما أسقطت منها الواو و أبدلت مكانها الهاء في آخرها: کما قالوا: و زنته زنة و وعدته عدة. و كذلك وشيته شية.
و قالوا: «الآنَ جِئتَ بِالحَقِّ» موصولة الهمزة و إذا ابتدأت، قطعت الالف الاولي، لأن الف الوصل إذا ابتدئ بها قطعت. قال الفراء: و الأصل الأوان.
فحذفت الواو. و الالف و اللام دخلتا في آن لأنهما ينوبان عن الاشارة. المعني انت الي هذا الوقت تفعل هذا. فلم تعرب الآن کما لم تعرب هذا. و من العرب من يقول «قالُوا الآنَ جِئتَ بِالحَقِّ» و يذهب الوصل و يفتح اللام، و يحذف الهمزة الّتي بعد اللام. و يثبت الواو في (قالوا) ساكناً، لأنه انما کان يذهبه لسكون اللام. و اللام قد تحركت، لأنه حوّل عليها حركة الهمزة قال الشاعر:
و قد كنت تخفي حب سمراء حقبة فبح لان منها بالذي انت بايح
المعني:
و معني قوله: «الآنَ جِئتَ بِالحَقِّ» يحتمل أمرين:
أحدهما- الآن بينت الحق. و هو قول قتادة. و هذا يدل علي انه کان فيهم