‌ان‌ ‌کان‌ ‌لم‌ يؤد الشرع‌، ‌لا‌ يجوز ‌أن‌ يمكن‌ اللّه‌ ‌من‌ قتله‌، لأنه‌ ‌لو‌ مكن‌[1] فقتل‌ لادي‌ ‌الي‌ ‌ان‌ تزاح‌ علل‌ المكلفين‌ فيما ‌لهم‌ ‌من‌ الالطاف‌، و المصالح‌ فإذا أدوا الشرع‌، جاز حينئذ ‌أن‌ يخلي‌ بينهم‌، و ‌بين‌ ‌من‌ قتلهم‌، لأنه‌ ‌لا‌ يجب‌ المنع‌ ‌منه‌

و روي‌ ابو هريرة ‌عن‌ النبي‌ (ص‌) انه‌ ‌قال‌: اختلف‌ بنو إسرائيل‌ ‌بعد‌ موسي‌ بخمسمائة سنة، ‌حتي‌ كثر منهم‌ أولاد السبايا و اختلفوا ‌بعد‌ موسي‌ بمأتي‌ سنة

و الاعتداء تجاوز الحد ‌ألذي‌ حده‌ اللّه‌ لعباده‌ ‌الي‌ غيره‌ و ‌کل‌ متجاوز حد شي‌ء ‌الي‌ غيره‌ فقد تعداه‌ ‌الي‌ ‌ما تجاوز اليه‌ فمعني‌ الكلام‌ فعلت‌ بهم‌ ‌ما فعلت‌ ‌من‌ ‌ذلک‌ ‌بما‌ عصوا امري‌ و تجاوزوا حده‌ ‌الي‌ ‌ما نهيتهم‌ عنه‌

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ البقرة (2): آية 62]

إِن‌َّ الَّذِين‌َ آمَنُوا وَ الَّذِين‌َ هادُوا وَ النَّصاري‌ وَ الصّابِئِين‌َ مَن‌ آمَن‌َ بِاللّه‌ِ وَ اليَوم‌ِ الآخِرِ وَ عَمِل‌َ صالِحاً فَلَهُم‌ أَجرُهُم‌ عِندَ رَبِّهِم‌ وَ لا خَوف‌ٌ عَلَيهِم‌ وَ لا هُم‌ يَحزَنُون‌َ (62)

آية واحدة.

القراءة:

قرأ نافع‌ بترك‌ الهمز ‌من‌ الصابئين‌، و جميع‌ القراء الباقون‌ يهمزون‌ اما «الَّذِين‌َ آمَنُوا» و ‌هم‌ المصدقون‌ برسول‌ اللّه‌ (ص‌) ‌بما‌ أتاهم‌ ‌من‌ الحق‌ ‌من‌ عند اللّه‌. و اما ‌الّذين‌ هادوا فهم‌ اليهود.

اللغة:

و معني‌ هادوا: تابوا. يقال‌: هاد القوم‌ يهودون‌ هودا، و هيادة و ‌قال‌ ‌إبن‌ جريج‌: إنما سميت‌ اليهود يهودا، لقولهم‌: انا هدنا اليك‌. ‌قال‌ أعرابي‌ يؤخذ بقوله‌:

‌علي‌ ‌ما ‌قال‌ ابو عبيدة: فاني‌ ‌من‌ مدحه‌ هائد ‌ أي ‌ تائب‌. و ‌قيل‌: انما سموا يهودا، لأنهم‌ نسبوا ‌الي‌ يهوذا أكبر أولاد يعقوب‌ فعرّبت‌ الذال‌ دالا. و ‌قال‌ زهير: ‌في‌ معني‌ الرجوع‌: