‌إلا‌ وقتاً ‌أو‌ موضوعا. و الوعيد ‌من‌ التهدد: ‌أو‌ عدته‌ المكاره‌ و يقال‌ ايضاً: وعدته‌ ‌من‌ الشر كقوله‌: «النّارُ وَعَدَهَا اللّه‌ُ الَّذِين‌َ كَفَرُوا»[1] و وعد الفحل‌: ‌إذا‌ ‌هم‌ ‌ان‌ يصول‌. و اصل‌ الباب‌: الوعد ‌ألذي‌ ‌هو‌ الخبر بانه‌ سيفعل‌ بالمخبر ‌به‌ خيراً ‌أو‌ شراً و ‌قال‌ احمد ‌إبن‌ يحيي‌: تقول‌ أوعدته‌، و تسكت‌ ‌أو‌ تجي‌ء بالباء تقول‌: أوعدته‌ بالشر و ‌لا‌ تقول‌ ‌او‌ عدته‌ الشر.

و موسي‌ اسم‌ مركب‌ ‌من‌ اسمين‌ بالقبطية (فمو) ‌هو‌ الماء و (سي‌) شجر.

و سمي‌ ‌به‌، لأن‌ التابوت‌ ‌ألذي‌ ‌کان‌ ‌فيه‌ موسي‌ وجد عند الماء، و الشجر وجدنه‌ جواري‌ آسية امرأة فرعون‌ و ‌قد‌ خرجن‌ ليغتسلن‌، فسمي‌ بالمكان‌ ‌ألذي‌ وجد ‌فيه‌ و ‌هو‌ موسي‌ ‌بن‌ عمران‌ ‌بن‌ يصهر ‌بن‌ فاهث‌ ‌بن‌ لاوي‌ ‌بن‌ يعقوب‌ إسرائيل‌ اللّه‌.

المعني‌:

و ‌قال‌: «أَربَعِين‌َ لَيلَةً» و ‌لم‌ يقل‌ يوماً ‌علي‌ عادة العرب‌ ‌في‌ التاريخ‌ بالليالي‌، لأن‌ الأهلة تطلع‌ ‌فيها‌. و اعتمادهم‌ ‌علي‌ الأهلة. و ‌قال‌ الأخفش‌. وعد بإتمام‌ أربعين‌ ليلة، ‌أو‌ انقضاء أربعين‌ ليلة كقولك‌: اليوم‌ أربعون‌ يوما مذ خرج‌ فلان‌. و اليوم‌ يومان‌:

‌ أي ‌ تمام‌ يومين‌. و ‌قال‌ غيره‌: الأربعون‌ كلها داخلة ‌في‌ الميعاد. ‌قال‌ ابو العالية: واعدنا موسي‌ أربعين‌ ليلة يعني‌ ذا القعدة و عشراً ‌من‌ ذي‌ الحجة و ‌قال‌ غيره‌: ذا الحجة و عشراً ‌من‌ المحرم‌. و ‌ذلک‌ حين‌ خلف‌ موسي‌ أصحابه‌ و استخلف‌ ‌عليهم‌ هارون‌ فمكث‌ ‌علي‌ الطور أربعين‌ ليلة و أنزلت‌ ‌عليه‌ التوراة ‌في‌ الألواح‌. و ‌عن‌ الربيع‌ نحوه‌. و ‌قال‌ الطبري‌: ‌لا‌ يجوز ‌ما قاله‌ الأخفش‌، لأنه‌ خلاف‌ ظاهر التلاوة و ‌ما جاءت‌ ‌به‌ الرواية ‌قال‌ الرماني‌: ‌في‌ ‌هذا‌ غلط ظاهر. ‌ان‌ الوعد ‌لا‌ يتصل‌ وقوعه‌ ‌في‌ الأربعين‌ كلها ‌إذا‌ ‌کان‌ الوعد ‌هو‌ الاخبار الموعود ‌بما‌ ‌فيه‌ النفع‌، فلم‌ يكن‌ ‌ذلک‌ الخبر ‌في‌ طول‌ تلك‌ المدة ‌فلا‌ بد ‌علي‌ ‌ذلک‌ ‌ان‌ ‌يکون‌ التقدير ‌علي‌ ‌ما قاله‌ الأخفش‌ ‌أو‌ ‌علي‌ وعدناه‌ اقامة أربعين‌ ليلة للمناجاة ‌أو‌ غيبته‌ أربعين‌ ليلة ‌عن‌ قومه‌ للمناجاة، و ‌ما أشبه‌ ‌ذلک‌ ‌من‌ التقدير.

‌قال‌ ابو علي‌: ‌لا‌ يخلو ‌ان‌ تكون‌ (أربعين‌) ظرفا ‌أو‌ مفعولا ثانياً. و ‌لا‌ يجوز ‌ان‌