قرأ (واعدنا) بغير الف أهل البصرة، و ابو جعفر هنا و في الاعراف، و طه و قرأ الباقون بالف قبل العين، و قرأ إبن كثير و حفص و البرجمي و رويس (اتخذتم) (و أخذتم) و ما جاء منه بإظهار الذال. و وافقهم الأعشي فيما کان علي وزن افتعلت و افتعلتم. الباقون بالإدغام. حجة من قرأ بإثبات الالف دلالة اللّه علي وعده و قبول موسي لأنه إذا حسن في مثل قوله: «أَخلَفُوا اللّهَ ما وَعَدُوهُ»[1] الاخبار کان هنا في الاختيار واعدنا. و من قرأ بالألف، قال: هو أشد مطابقة للمعني إذا القبول ليس بوعد في الحقيقة انما هو اخبار الموعود بما يفعل به من خير. و علي هذا قوله: «أَخلَفُوا اللّهَ ما وَعَدُوهُ» مجاز حقيقة بما اخبروه انهم فاعلوه و قال جماعة من أهل العلم: ان المواعدة في الحقيقة لا تكون إلا من البشر و اللّه تعالي هو المتفرد بالوعد و الوعيد. کما قال تعالي (وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ)[2] و قال:
(و إذ) معطوفة علي الآيات المتقدمة: كأنه قال: و اذكروا إذ وعدنا و بينا وجه الحسن فيه فالوعد، و العدة، و الموعد و الميعاد، نظائر. و الوعد في الخير و الوعيد في الشر يقال وعده: وعدا. و أوعده: ايعاداً. و واعده: مواعدة.
تواعدوا: تواعداً. و اتعدوا: اتعاداً. و توعدوا- في الشر خاصة- قال صاحب العين: الوعد و العدة مصدران و يكونان اسمين. فاما العدة فيجمع علي العدات و الوعد لا يجمع. و الموعد: موضع التواعد. و هو الميعاد. و يکون الوعد مصدر و عدته. و يکون الموعد وقتاً للحين. و الموعدة اسم العدة. و الميعاد: لا يکون
[1] سورة التوبة آية 78 [2] الانفال آية 9 [3] سورة المائدة آية 10 و الفتح 39 و النور 55
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 232