نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 224
و الثاني:- أن يکون موضعه نصباً علي الحال من آل فرعون. و العامل فيه نجيناكم.
«يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذابِ» کان بذبح الأبناء و استحياء النساء. و قيل:
باستعمالهم في الاعمال الشاقة. و استحياء النساء کان بان يستبقين. و قيل انه کان يفتش احياء النساء عما يلدن، و قيل: انهم كانوا يستحيون ان يلجوا علي النساء في بيوتهن إذا انفردن عن الرجال صيانة لهم فعلي هذا يکون انعاما عليهن. و هذا بعيد من اقوال المفسرين. و السبب في أن فرعون کان يذبح الأبناء و يستحيي النساء ما ذكره السدي و غيره، أن فرعون رأي في منامه نارا أقبلت من بيت المقدس حتي اشتملت علي بيوت مصر. فأحرقت القبط و تركت بني إسرائيل، و أخربت مصر فدعي السحرة و الكهنة و القافة. فسألهم عن رؤياه فقالوا: يخرج من هذا البلد ألذي جاء بنو إسرائيل منه- يعنون بيت المقدس- رجل يکون علي يده هلاك مصر.
فأمر بني إسرائيل الا يولد لهم غلام إلا ذبحوه. و لا جارية الا تركت. و ليس في الآية دلالة علي سقوط القود عمن قتل غيره مكرها و لا القود علي المكره و لا ان کان مختاراً غير مكره. فالقود عليه لأنه لم يجر لذلك ذكر: فان قيل إذا كانوا نجوهم و اللّه أنجاهم. ما المنكر أن يکون العاصي هو ألذي عصي اللّه و اللّه خلق معصيته!
قيل: لا يجب ذلک. الا تري انه يقال قد ينجيني زيد فانجو. و ان لم يكن فعل بلا خلاف. و كذلك إذا استنقذنا النبي (ص) من الضلالة فخلصنا لا يجب ان يکون من فعل فعلنا. و اخبار اللّه اليهود بهذه القصة علي لسان رسوله من دلائل نبوته، لأن منشأه معروف و بعده عن مخالطة الكتابيين معلوم.