نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 206
«وَ رَأَي المُجرِمُونَ النّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُواقِعُوها»[1]، يعني: علموا. و قد جاء في القرآن الظن بمعني الشك كقوله: «إِن هُم إِلّا يَظُنُّونَ»[2] و قوله: «إِنَّ الظَّنَّ لا يُغنِي مِنَ الحَقِّ شَيئاً»[3] و قال قوم: يحتمل قوله «يظنون» وجهاً آخراً، و هو انهم يظنون انهم ملاقوا ربهم بذنوبهم لشدة إشفاقهم من الاقامة علي معصية اللّه، و هذا وجه مليح، و قد استبعده الرماني و قال: لأن فيه حذوفا كثيرة، و ليس بمنكر إذا کان الكلام محتملًا له. و قيل أيضاً: الّذين يظنون انقضاء أجلهم و سرعة موتهم فيكونون ابداً علي حذر و وجل، کما يقال لمن مات: لقي اللّه. و الظن و الشك و التجويز نظائر، إلا ان الظن فيه قوة علي أحد الأمرين دون الآخر، وحده ما قوي عند الظان كون المظنون علي ما ظنه مع تجويزه ان يکون خلافه. فبالتجويز ينفصل من العلم، و بالقوة ينفصل من الشك و التقليد و غير ذلک. و ضد الظن اليقين و يقال ظن ظنا و تظنن تظننا. و قال: «وَ ظَنُّوا أَنَّهُم إِلَينا لا يُرجَعُونَ»[4]. و قوله: «وَ ظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ»[5] و الظنين المتهم، و مصدره الظنة و الظنون الرجل السيء الظن بكل احد، و الظنون القليل الخير، و التظني و التظنن بمعني واحد. و الظنون البئر الّتي يظن ان بها ماء و لا يکون فيها شيء، و مظنة الرجل و مظانه حيث يألفه فيكون فيه.