الموحدين بشعر الشعراء و كلام البلغاء، اتساعاً في العلم، و قطعاً للشغب، و ازاحه للعلة، و إلا فكان يجب ألا يلتفت الي جميع ما يطعن عليه، لأنهم ليسوا بان يجعلوا عياراً عليه بأولي من ان يجعل هو عليه السلام عياراً عليهم.
و روي عن إبن مسعود، انه قال: (کان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتي يعرف معانيهن، و العمل بهن.) و
روي انه استعمل علي (ع) عبد اللّه بن العباس علي الحج فخطب خطبة لو سمعها الترك و الروم لأسلموا.
ثم قرأ عليهم سورة النور- و روي سورة البقرة- ففسرها. فقال رجل: (لو سمعت هذا الديلم لأسلمت) و يروي عن سعيد بن الجبير، انه من قرأ القرآن ثم لم يفسره کان كالاعجمي أو الاعرابي.
سمي اللّه تعالي القرآن باربعة اسماء: سماه قرآناً في قوله تعالي: «إِنّا جَعَلناهُ قُرآناً عَرَبِيًّا»[1] و في قوله: «شَهرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ»[2] و غير ذلک من الآي.
و سماه فرقاناً في قوله تعالي: «تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرقانَ عَلي عَبدِهِ لِيَكُونَ لِلعالَمِينَ نَذِيراً.»[3].
و سماه الكتاب في قوله: «الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلي عَبدِهِ الكِتابَ وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قَيِّماً»[4].