و الاعريض: الطلع، و احريض: صبغ أحمر، و قالوا: هو العصفر، و سيف أصليت: ماض كثير الماء، و ثوب اضريج: مشبع الصبغ، و قالوا: هو من الصفرة خاصة. و سبيل إبليس سبيل (إنجيل) في انه معرب غير مشتق.
و حد الاستكبار الرفع للنفس الي منزلة لا تستحق. قوله: «وَ كانَ مِنَ الكافِرِينَ» قال قوم: يدل علي أنه کان قبله قوم كفار من الجن. و قال آخرون لا يدل، و يجري ذلک مجري قول القائل: کان آدم من الانس، و لم يكن قبله انسي و کان إبليس من الجن و لم يكن قبله جني، و معناه: صار من الكافرين. و من قال ان إبليس کان من جملة الملائكة، قال: کان من جملة المأمورين بالسجود لآدم بدلالة قوله: «ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ!» و لأنه استثناه من جملتهم و لم يكن منهم، علمنا انه کان من جملة المأمورين كقول القائل: أمر أهل البصرة بدخول الجامع فدخلوا إلا رجلا من أهل الكوفة، فانه يعلم بهذا ان غير اهل البصرة کان مأموراً بدخول الجامع غير ان أهل البصرة كانوا اكثر فلذلك خصوا بالذكر، و كذلك القول في الآية. و من استدل بهذه الآية علي أن أفعال الجوارح من من الايمان من حيث لو لم يكن كذلك، لوجب ان يکون إبليس مؤمناً بما معه من المعرفة باللّه و ان فسق بابائه، فقد أبعد، لأن المخالف يقول: إذا علمت كفره
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 154