نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 119
آية واحدة.
العهد: العقد، و الأصر مثله، و العهد: الموثق. و العهد: الالتقاء، يقال:
ما لفلان عهد بكذا، و هو قريب العهد بكذا. و العهد له معان كثيرة. و سمي المعاهد- و هو الذمي- بذلك لأنه بايع علي ما هو عليه من إعطاء الجزية، و الكف عنه. و العهدة كتاب الشراء، و جمعه عهد. و إذا أقسم بالعهد تعلق به عندنا كفارة الظهار، و قال قوم: كفارة يمين، و قال آخرون: لا كفارة عليه.
و «عَهدَ اللّهِ» قال قوم: هو ما عهد إلي جميع خلقه في توحيده و عدله، و تصديق رسوله بما وضع لهم من الأدلة الدالة علي ربوبيته، و عهد إليهم في أمره و نهيه، و ما احتج به لرسله بالمعجزات الّتي لا يقدر علي الإتيان بمثلها الشاهدة لهم علي صدقه. و نقضهم ذلک: تركهم الإقرار بما قد ثبت لهم صحته بالأدلة، و تكذيبهم الرسل و الكتب.
و قال قوم هو وصية اللّه إلي خلقه، و أمره علي لسان رسله إياهم فيما أمرهم به من طاعته، و نهيه إياهم عما نهاهم عنه. و نقضهم: تركهم العمل به.
و قال قوم: هذه الآية نزلت في كفار أهل الكتاب، و المنافقين منهم، و إياهم عني اللّه عز و جل بقوله «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم ..» الآية. و قوله:
«وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ» و کل ما في هذه الآية من اللوم و التوبيخ متوجه إليهم. و عهد الله ألذي نقضوه بعد ميثاقه هو ما أخذه عليهم في التوراة من العمل بما فيها، و اتباع محمّد (ص) إذا بعث، و التصديق بما جاء به من عند ربهم، و نقضهم ذلک جحودهم به بعد معرفتهم بحقيته[1] و انكارهم ذلک،