و بكي له الشرع الشريف مؤرخاً (أبكي الهدي و الدين فقد محمّد)
و تحولت الدار بعده مسجداً في موضعه اليوم حسب وصيته أيضا، و هو مزار يتبرك به النّاس من العوام و الخواص، و من أشهر مساجد النجف، عقدت فيه- منذ تأسيسه حتي اليوم- عشرات حلقات التدريس من قبل كبار المجتهدين و أعاظم المدرسين فقد کان العلماء يستمدون من بركات قبر الشيخ لكشف غوامض المسائل و مشكلات العلوم، و لذلك کان مدرس العلماء و معهد تخريج المجتهدين الي عصر شيخ الفقهاء الشيخ محمّد حسن صاحب (الجواهر) ألذي کان يدرس فيه أيضا، حتي بعد أن بنوا له مسجده الكبير المشهور باسمه، فقد كثر الحاحهم عليه و طلبهم منه الانتقال اليه لم يقبل و لم يرفع اليد عنه اعتزازاً بقدسية شيخ الطائفة و حبا للقرب منه، و هكذا الي أن توفي.
و استمرت العادة كذلك الي عصر شيخنا المحقق الأكبر الشيخ محمّد كاظم الخراساني صاحب «الكفاية» فقد کان تدريسه فيه ليلًا الي أن توفي، و قد أحصيت عدة تلامذته في الأواخر بعض الليالي فتجاوزت الألف و المائتين، و كذلك شيخنا الحجة المجاهد شيخ الشريعة الاصفهاني، فقد کان يدرس فيه عصراً الي ان توفي و کما ان تلميذ شيخنا الخراساني الأرشد الحجة المعروف الشيخ ضياء الدين العراقي کان يدرس فيه صبحاً الي ان توفي. و اقام فيه الجماعة جمع من أجلاء العلماء و أفاضل
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 42