وفي كتب الحديث للامامية جملة من هذه
الروايات. وقالوا :
٦ ـ لو كان الاتيان بكتاب ما معجزا لعجز
البشر عن الاتيان بمثله لكان كتاب اقليدس وكتاب المجسطي معجزا ، وهذا باطل فيكون
المقدم باطلا أيضا.
الجواب :
أولا : إن الكتابين المذكورين لا يعجز
البشر عن الاتيان بمثلهما ، ولا يصح فيهما هذا التوهم ، كيف وكتب المتأخرين التي
وضعت في هذين العلمين أرقي بيانا منهما ، وأيسر تحصيلا ، وهذه الكتب المتأخرة تفضل
عليهما في نواح اخرى ، منها وجود اضافات كثيرة لا أثر لها فيهما.
ثانيا : إنا قد ذكرنا للمعجز شروطا ، ومن
هذه الشروط أن يكون الاتيان به في مقام التحدي. والاستشهاد به على صدق دعوى منصب
إلهي. ومنها أن يكون خارجا عن نواميس الطبيعة ، وكلا هذين الشرطين مفقود في
الكتابين المذكورين. وقد أوضحنا ذلك أتم إيضاح في أول بحثنا عن الاعجاز. وقالوا :
٧ ـ إن العرب لم تعارض القرآن ، لا
لكونه معجزا يعجز البشر عن الاتيان
[١] الكافي : كتاب
التوحيد. باب الجبر والقدر والامر بين الامرين.