نعم قد ورد في الاحاديث في فضل القرآن ،
وفي الكرامات التي يختص الله بها قارءه ما يذهل العقول ويحير الالباب. وقد قال
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« من قرأ حرفا من
كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف
ولام حرف وميم حرف ».
وقد ورد هذا الحديث من طرق العامة ، فقد
نقله القرطبي [١]
عن الترمذي عن ابن مسعود وروى الكليني قريبا منه عن الصادق عليهالسلام. وإن الناظر في جوامع كتب الحديث
ومفرداتها يرى من أمثال هذا الحديث الشئ الكثير في فضل القرآن وقراءته ، وخواص
سوره وآياته.
وهناك حثالة من كذبة الرواة ، توهموا
نقصان ما ورد في ذلك ، فوضعوا من أنفسهم أحاديث ـ في فضل القرآن وسوره ـ لم ينزل
بها وحي ولم ترد بها سنة وهؤلاء كأبي عصمة فرج بن أبي مريم المروزي ، ومحمد بن
عكاشة الكرماني ، وأحمد بن عبد الله الجويباري.
وقد اعترف أبو عصمة المروزي بذلك ، فقد
قيل له : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟ فقال :
« إني رأيت الناس
قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي محمد بن إسحق ، فوضعت
هذا الحديث حسبة ».
وقال أبو عمرو عثمان بن الصلاح في شأن
الحديث الذي يروى عن أبي بن كعب عن رسول الله (ص) في فضل القرآن سورة سورة :
«قد بحث باحث عن
مخرجه حتى انتهى إلى من
[١] تفسير القرطبي ج
١ ص ٧. وفي الكافي كتاب فضل القرآن.