يحسن بنا ـ قبل الخوض في صميم الموضوع ـ
أن نقدم أمام البحث امورا ، لها صلة بالمقصود ، لا يستغنى عنها في تحقيق الحال
وتوضيحها.
١ ـ معنى
التحريف :
يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدة معان
على سبيل الاشتراك ، فبعض منها واقع في القرآن باتفاق من المسلمين ، وبعض منها لم
يقع فيه باتفاق منهم أيضا ، وبعض منها وقع الخلاف بينهم. واليك تفصيل ذلك [١] :
الاول : نقل الشئ عن موضعه وتحويله إلى
غيره ومنه قوله تعالى :
ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا
التحريف في كتاب الله فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته ، وحمله على غير معناه فقد
حرفه. وترى كثيرا من أهل البدع ، والمذاهب الفاسدة قد حرفوا القرآن بأويلهم آياته
على آرائهم وأهوائهم.
وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى ،
وذم فاعله في عدة من الروايات.
[١] انظر التعليقة
رقم (٦) تقديم دار التقريب لهذا البحث في قسم التعليقات.