responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الأمثل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 18  صفحه : 290
3 ـ هل أنّ اسم رسول الإسلام كان (أحمد)

إنّ الإسم المعروف للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو (محمّد) والسؤال الذي يطرح هنا أنّ الآيات مورد البحث قد ذكرته باسم (أحمد). فكيف يمكن التوفيق بين هذين الإسمين؟

وللإجابة على هذا السؤال يجدر الإلتفات إلى النقاط التالية:

أ ـ جاء في كتب التأريخ أنّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إسمين منذ الطفولة، حتّى أنّ الناس كانوا يخاطبونه بهما أحدهما (حمد) والآخر (محمّد)، الأوّل إختاره له جدّه عبدالمطلّب والآخر إختارته اُمّه آمنة.

وقد ذكر هذا الأمر بصورة تفصيلية في سيرة الحلبي.

ب ـ والمعروف أنّ من جملة الأشخاص الذين كانوا ينادون رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)باسم (أحمد) هو عمّه أبو طالب، حيث نجد في كتاب (ديوان أبي طالب) أشعاراً كثيرة يذكر فيها الرّسول الكريم بهذا الإسم كما في الأبيات التالية:

أرادوا بقتل أحمد ظالموهم وليس بقتله فيهم زعيم

وقال:

وإن كان أحمد قد جاءهم بحقّ ولم يأتهم بالكذب[1]

ولأبي طالب شعر آخر في مدح رسول الله نقله ابن عساكر في تاريخه:

لقد أكرم الله النبي محمّداً فأكرم خلق الله في الناس أحمد[2]

ج ـ كما يلاحظ هذا التعبير في شعر (حسّان بن ثابت) الشاعر المعروف في عصر الرّسول كقوله:

مفجعة قد شفها فقد أحمد فظلّت لآلاء الرّسول تعدّد[3]

والأشعار التي ورد فيه ذكر اسم (أحمد) بدلا عن (محمّد) كثيرة، ولا يوجد مجال لذكرها جميعاً لذا فإنّنا سننهي بحثنا بما ورد من شعر علي بن أبي طالب(عليه السلام).

أتأمرني بالصبر في نصر (أحمد) ووالله ما قلت الذي قلت جازعاً

سأسعى لوجه الله في نصر (أحمد) نبي الهدى المحمود طفلا ويافعاً[4]

د ـ إنّ المتتبع للرّوايات التي جاءت حول معراج الرّسول كثيراً ما يلاحظ أنّ الله سبحانه قد خاطب رسول الإسلام في تلك الليلة الكريمة بـ (أحمد) ومن هنا يمكن القول أنّ النبي قد إشتهر في السماء بـ (أحمد) وفي الأرض بـ (محمّد).

وجاء في حديث عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) في هذا الشأن «إنّ لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عشرة أسماء، خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأمّا التي في القرآن، محمّد، وأحمد، وعبدالله، ويس، ون»[5].

هـ ـ عدم إعتراض أهل الكتاب ـ وخاصّة النصارى منهم ـ على النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه الناحية، حيث لم يقولوا له: بعد سماع المشركين وسماعهم آيات سورة الصفّ: إنّ الإنجيل قد بشّر بمجيء (أحمد) وأنت اسمك (محمّد) وعدم الإعتراض هذا دليل على شهرة هذا الإسم بينهم، ولو وجد مثل هذا الإعتراض لنقل لنا، خاصّة أنّ مختلف الإعتراضات قد دوّنت في كتب التأريخ صغيرها وكبيرها.

لذا نستنتج من مجموع ما تقدّم في هذا البحث أنّ اسم (أحمد) كان أحد الأسماء المعروفة لرسول الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم)[6].

* * *

نام کتاب : تفسير الأمثل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 18  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست