وسورة، قال الله تعالى لملائكته: أما ترون عبدي هذا كيف تلذذ بقراءة كلامي؟ أشهدكم [يا] ملائكتي لأقولن له يوم القيامة: إقرأ في جناني، وأرق درجاتها [1] فلا يزال يقرأ ويرقى درجة بعدد كل حرف: درجة من ذهب، ودرجة من فضة، ودرجة من لؤلؤ، ودرجة من جوهر، ودرجة من زبرجد أخضر، ودرجة من زمرد أخضر، ودرجة من نور رب العالمين [2]. فإذا ركع قال الله لملائكته: يا ملائكتي أما ترونه كيف تواضع لجلال عظمتي؟ أشهدكم لأعظمنه في دار كبريائي، وجلالي. فإذا رفع رأسه من الركوع، قال الله تعالى: أما ترونه يا ملائكتي كيف يقول: أترفع على [3] أعدائك كما أتواضع لأوليائك، وأنتصب لخدمتك؟ أشهدكم يا ملائكتي لأجعلن جميل العاقبة [4] له ولأصيرنه إلى جناني. فإذا سجد قال الله [تعالى لملائكته]: يا ملائكتي أما ترونه كيف تواضع بعد ارتفاعه وقال: إني وإن كنت جليلا مكينا في دنياك، فأنا ذليل عند الحق إذا ظهر لي؟ سوف أرفعه بالحق وأدفع [5] به الباطل. فإذا رفع رأسه من السجدة الأولى، قال الله تعالى: يا ملائكتي أما ترونه كيف قال: وإني وإن تواضعت لك فسوف أخلط الانتصاب في طاعتك بالذل بين يديك فإذا سجد ثانية قال الله عز وجل: يا ملائكتي أما ترون عبدي هذا كيف عاد إلى التواضع لي؟ لأعيدن إليه رحمتي. فإذا رفع رأسه قائما، قال الله: يا ملائكتي لأرفعنه بتواضعه كما ارتفع إلى صلاته. ثم لا يزال يقول الله لملائكته هكذا في كل ركعة.