ورضي منهم بعفوهم، وترك الاستقصاء عليهم، فيما يكون من زللهم، وغفرها لهم إلا قال الله عز وجل له يوم القيامة [1]: يا عبدي قضيت حقوق إخوانك، ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم، فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته من المسامحة والتكرم، فأنا أقضيك اليوم على حق [ما] وعدتك به، وأزيدك من فضلي الواسع، ولا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي. قال: فيلحقه بمحمد وآله وأصحابه، ويجعله من خيار شيعتهم. ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحب في الله وأبغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنه لا تنال ولاية الله تعالى إلا بذلك ولا يجد الرجل طعم الايمان، و [إن] كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا. فقال الرجل: يا رسول الله وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله ومن ولي الله حتى أواليه؟ ومن عدو الله [2] حتى أعاديه؟ فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: أترى هذا؟ قال: بلى. قال: [فإن] ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، ووال ولي هذا، ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك. [3]
[1] " يلقاه " المعاني والبحار: 24. [2] " عدوه " أ. [3] عنه تنبيه الخواطر: 2 / 98، والبحار: 68 / 78 ح 140 و ج 74 / 227 ح 22 و ج 92 / 255 ضمن ح 48. وعنه في الوسائل: 11 / 440 ح 7 وعن معاني الأخبار: 36 ح 9 وعيون الأخبار: 1 / 226 ح 41 وأمالي الصدوق: 19 ح 7 وصفات الشيعة: 87 ح 65 وعلل الشرائع: 140 باب 119 ح 1 (باسناده عن محمد بن القاسم..) وعنه في البحار: 24 / 10 ح 2 وعن معاني الأخبار (قطعة)، و ج 27 / 54 ح 8 عنه وعن المعاني والعيون والعلل (قطعة) و ج 69 / 236 ح 1 عنه وعن العلل والعيون والأمالي (قطعة) وأخرجه في البرهان: 1 / 51 ح 28 عن ابن بابويه. وروى الشهيد - قطعة منه - في أربعينه: ح 28 باسناده عن أبي محمد الحسن العسكري (ع)