نام کتاب : التفسير الأصفى نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 148
(فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت). اعتراض، وهو قول الله، وعلى قراءة المتكلم من كلامها، تسلية لنفسها، أي: ولعل لله فيه سرا أو الأنثى [1] كان خيرا. (وليس الذكر كالأنثى) من تتمة كلامها. قال: " أوحى الله إلى عمران إني واهب لك ذكرا سويا مباركا، يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل، فحدث عمران امرأته " حنة " بذلك وهي أم مريم، فلما حملت بها، كان حملها عند نفسها غلاما، فلما وضعتها، قالت: " رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى ": لا تكون البنت رسولا، يقول الله عز وجل " والله أعلم بما وضعت ". فلما وهب الله لمريم عيسى، كان هو الذي بشر به عمران ووعده إياه " [2]. وفي رواية: " إن الأنثى تحيض فتخرج من المسجد والمحرر لا يخرج من المسجد " [3]. وفي أخرى: " نذرت ما في بطنها للكنيسة أن تخدم العباد وليس الذكر كالأنثى في الخدمة، قال: فشبت وكانت تخدمهم وتناولهم حتى بلغت، فأمر زكريا أن يتخذ لها حجابا دون العباد " [4]. (وإني سميتها مريم) معناه: العابدة (وإني أعيذها بك وذريتها): أجيرها بحفظك (من الشيطان الرجيم): المطرود. روي: " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مسه إلا مريم وابنها " [5]. قيل: يعني أن الشيطان يطمع في إغواء كل مولود بحيث يتأثر من طمعه فيه إلا مريم وابنها، فإن الله عصمهما ببركة هذه الاستعاذة [6].
[1] في " الف ": " والأنثى ". [2] الكافي 1: 535، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. [3] العياشي 1: 170، الحديث: 37، عن أبي عبد الله عليه السلام. [4] المصدر، الحديث: 38، عن أحدهما عليهما السلام. [5] راجع: مجمع البيان 1 - 2: 435، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومسند أحمد 2: 274. [6] راجع: البيضاوي 2: 16.
نام کتاب : التفسير الأصفى نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 148