وثانياً: إنّ ذكر الكشّي لفضيل لا ينحصر بهذا المورد، بل ذكره في موارد أخر، وضمن أسانيد اُخرى، فلعل ابن داود استفاد المدح من مجموع ذلك.
وقال السيد الخوئي: لعله (ابن داود) استفاد المدح ممّا رواه الكشّي في ترجمة السيد ابن محمد الحميري من أنّ الصادقعليهالسلام أدخله في جوف بيت إلى آخر الحديث[١] .
أقول: لكنّ الرواية تلك مروية بطريق الرجل نفسه، فكيف يتمّ سندها حتّى يستند إليها؟
والذي أراه إنّ الرجل معتبر الحديث، لِما يبدو من مجموع أخباره وأحواله من انقطاعه إلى أهل البيت (عليهم السلام)، واختصاصه بهم، ونصرته له وتعاطفه معهم، وكونه مأموناً على أسرارهم، وكذلك وقوعه في طريق كثير من الروايات - وكلّها خالية ممّا يوجب القدح فيه - فهذا كلّه مدعاة إلى الاطمئنان به.
ولو التزمنا بكفاية عدم القدح في الراوي لاعتبار حديثه من دون حاجة إلى معرفة وثاقته بالخصوص، كما هو مذهب القدماء لكان الرجل معتمد الحديث بلا ريب.
[٢] يحيى بن الحسين الموفق بالله بن إسماعيل بن زيد، الإمام المرشد بالله، أبو الحسين الحسني نسباً، الزيدي مذهباً، الرازي، يدعى ( الكيا)، من أئمّة الزيدية، دعا في الجبل والديلم والري وجرجان، وكان ممّن عنى بالحديث.
قال أبو طاهر: كان من أمثل أهل البيت، ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع.
وقال الدقاق: رأيت بالري من الأئمّة الحفّاظ الكيا يحيى. سمع الصوري، والعتيقي، وابن غيلان، وابن رينه بأصفهان وغيرهم. روى عن محمد بن عبد الواحد الدقاق، ونصر بن مهدي وأبو سعد يحيى بن طاهر السمان. ولد سنة (٤١٢)، وتوفّى بالري سنة (٤٧٩).
ترجم له في التحف شرح الزلف / ٩٣، والنابس في القرن الخامس / ٦، ولسان الميزان ٦ / ٢٤٧ - ٢٤٨.