نعم لو حاول المخلصون من الأمّة و الغيار من
المسلمين ايجاد سبل الحلول و ذلك بالدراية و سعة الصدر في الوقوف أمام النار
المتأججة التي تتوسع في كل مكان، لأمكن من تقليص هذه الصراعات و التخفيف من حدتها
و آثارها السيئة، و كان ذلك خطوة مباركة و خدمة جليلة لأمّة رسول اللّه صلّى الله
عليه و اله و سلم و للعالم الاسلامي.
و
أقول أن هذا العمل ليس هينا و عملا فصيلا مؤقتا مسليا، و لا يمكن انجازه بخمسة
أشخاص أو عشرة، و لا يتحقق بالقوة و الشعارات، بل يحتاج الى بذل المساعي لكشف رموز
جميع هذه الاعمال، و تحمل المشقة الدائمة، و الاستمرار و سعة الصدر، لا شك ستكون
لها ردود فعل عظيمة عند الآخرين، و يحتمل اندفاع بعض المتحجرين و المتعصبين من
الطرفين للمنع عن تحققها، أو اتهام الاطراف العاملة أنها تسعى للقضاء على المذهب،
و اتهامهم بأنهم اعداء المذاهب و الدين! و أمثال ذلك من التهم و الافتراءات، و لذا
نرى أن علماء الدين قلّما يتجرأون على هذا العمل، بل يسايرون أبناء مذهبهم حفاظا
على وجودهم و كيانهم العقائدي.
هنا
يود قلم الكاتب أن يرفع الستار عن بعض الاسرار التي