بن الحجاج قال: كان أبو عبداللَّه عليه السلام قاعداً في حلقة ربيعة الرأى. فجاء أعرابي فسئل ربيعة الرأى عن مسألة فأجابه، فلمّا سكت قال له الإعرابي: أهو في عنقك؟ فسكت عنه ربيعة ولم يرد عليه شيئا، فأعاد (عليه- كا) المسألة فأجابه بمثل ذلك، فقال له الإعرابي: أهو في عنقك؟ فسكت ربيعة. فقال له أبو عبداللَّه عليه السلام: هو في عنقه قال أولم يقل! وكل مفت ضامن.[1]

[0/ 3] الكافي‌: عدة من اصحابنا عن احمدبن محمّد بن خالد (المحاسن) عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبان بن الأحمر عن زيادبن أبي رجاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما علمتم فقولوا ومالم تعلموا فقولوا: أللَّه أعلم. إنّ الرّجل لينزع (لينتزع) الآية من القرآن يخرّ فيها أبعد مابين السماء والأرض.[2]

[0/ 4] اصول الكافي‌: على عن ابيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال: قلت لابي عبداللَّه عليه السلام ما حقّ اللَّه على خلقه؟ فقال: أن يقولوا ما يعلمون ويكفوا عمّا لايعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا الى اللَّه حقّه.[3]

اقول: القرآن المجيد يقول: «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ» ويقول: «أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ» ويقول:

«آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ».

ويقول: «أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ» ويقول: «وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» ويقول: «ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» و غير ذلك.

واعلم ان اطلاق الروايات وبعض الآيات يدل على اعتبار مطلق العلم الذي طريقيته ذاتية واعتباره عقلي لايقبل النفي بل ولا الاثبات كما تقرّر في اصول الفقه فما نقل عن جماعة من الاخبارية من عدم اعتبار العلم الحاصل من العقل غلط عقلًا وشرعاً.

[1] . الكافى: ج 7/ 409، التهذيب: 6/ 223 وجامع الأحاديث ج 1/ 149.

[2] . الكافي: 1/ 42 وجامع الاحاديث الطبعة الثانية: ج 1/ 149.

[3] . الكافي: 1/ 50 و جامع الأحاديث ج 1/ 150