«سأل
العالم: كيف علم اللّه؟ قال: علم و شاء و أراد و قدّر و قضى و أمضى فأمضى ما قضى و
قضى ما قدّر و قدّر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة، و بمشيئته كانت الإرادة، و
بإرادته كان التقدير، و بتقديره كان القضاء، و بقضائه كان الإمضاء، و العلم متقدّم
على المشيئة، و المشيئة ثانية و الإرادة ثالثة، و التقدير واقع على القضاء
بالإمضاء ... فالعلم في المعلوم قبل كونه و المشيئة في المنشأ قبل عينه، و الإرادة
في المراد قبل قيامه، و التقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها و القضاء بالإمضاء هو
المبرم ... فبالعلم علم الأشياء قبل كونها، و بالمشيئة عرف (من التعريف) صفاتها، و
حدودها، و بالإرادة ميز أنفسها في الوانها و صفاتها، و بالتقدير قدّر أقواتها (عن
التوحيد أوقاتها) و عرف أولها و آخرها ... الخ».
و
رواية هشام بن سالم المروية عن المحاسن[4]
قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:
«إنّ
اللّه إذا أراد شيئا قدّره، فإذا قدّره قضاه، فإذا قضاه أمضاه».
و
رواية ابن اسحاق المتقدّمة قال: «قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام ليونس مولى علي
بن يقطين:
يا
يونس، لا تتكلّم بالقدر. قال: إنّي لا أتكلّم بالقدر و لكن أقول: لا يكون إلّا ما
أراد اللّه و شاء و قضى و قدّر. فقال: ليس هكذا أ ول و لكن اقول: لا يكون إلّا ما
شاء اللّه و أراد و قدّر و قضى. ثم قال: أتدري ما المشيئة؟ فقال: لا. فقال: همّه
بالشيء، أو تدري ما أراد؟ قال: لا. قال: إتمامه على المشيئة. فقال: أو تدري ما
قدر؟ قال: لا قال: هو الهندسة من الطول و العرض و البقاء. ثم قال: إن اللّه إذا
شاء شيئا أراده، و إذا أراده قدّره، و إذا قدّره قضاه، و إذا قضاه أمضاه ... الخ»[5].
و
رواية حريز و ابن مسكان عن الصادق عليه السّلام أنه قال:
«لا
يكون شيء في الأرض و لا في السماء إلّا بهذه الخصال السبع: بمشيئة و إرادة و قدر
و قضاء و إذن و كتاب و أجل، فمن زعم أنه يقدر على نقض واحدة فقد كفر»[6].
و
رواية ذكريا بن عمران عن موسى بن جعفر عليه السّلام قال:
«لا
يكون شيء في السماوات و لا في الأرض إلّا بسبع: بقضاء و قدر و إرادة و مشيئة و
كتاب و اجل و أذن، فمن زعم غير هذا فقد