نام کتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 178
ما يشاء، و يمحو ما يشاء، و
يثبت ما يشاء، و عنده أم الكتاب. و قال: فكلّ أمر يريده اللّه فهو في علمه قبل أن
يصنعه، ليس شيء يبدو له إلّا و قد كان في علمه، إنّ اللّه لا يبدو له من جهل.
و
روى الصدوق في عقائده[1] عن الصادق
عليه السّلام: من زعم أن اللّه بدا له من شيء بداء ندامة فهو عند ما كافر باللّه
العظيم. و صحيحة عبد اللّه بن سنان[2] عن أبي
عبد اللّه الصادق عليه السّلام: ما بدا للّه في شيء إلّا كان في علمه قبل أن يبدو
له. و رواية عمرو[3] عنه عليه
السّلام: إن اللّه لم يبد له من جهل، لكن الذين طبع اللّه على قلوبهم و لا يخافون
اللّه و لا يستحيون من الناس ينسبون إلى الامامية القول بالبداء، أي ظهور الشيء
للّه تعالى بعد خفائه عليه، سبحانك هذا بهتان عظيم و لا يوجد من الإمامية قائل
بذلك فضلا عن أن يكون ذلك معتقد جميعهم.
ثم
إننا نذكر جملة من كلمات بعض علمائنا الأعلام توضيحا للمراد و تعميما للانتفاع و
ردّا على هؤلاء المتقوّلين، فنقول: قال شيخنا الأجل المفيد (336 أو 338- 413) في
كتابه أوائل المقالات[4]:
أقول:
في معنى البداء ما يقوله المسلمون بأجمعهم في النسخ و أمثاله من الإفقار بعد
الإغناء و الإمراض بعد الإعفاء و الإماتة بعد الإحياء، و ما يذهب أهل العدل خاصّة
من الزيادة في الآجال و الأرزاق و النقصان منها بالأعمال. فأمّا إطلاق لفظ البداء
فإنّما صرت إليه بالسمع الوارد عن الوسائط بين العباد و بين اللّه عزّ و جلّ ولو
لم يرد به سمع، أعلم صحّته ما استجزت إطلاقه[5]
كما أنه لو لم يرد على سمع بأن اللّه يغضب و يرضى و يحب و يعجب لما أطلقت ذلك عليه
سبحانه، و لكنّه لمّا جاء السمع به صرت إليه على المعاني التي لا تأباها العقول، و
ليس بيني و بين كافة المسلمين في هذا الباب خلاف، و إنما خالف من خالفهم في اللفظ
دون ما سواه ...
و
هذا مذهب الامامية بأسرها انتهى.
و
له كلام طويل آخر في توضيح هذه المسألة في شرحه على عقائد الصدوق رحمه اللّه حيث
قال: فالمعنى في قول الإمامية: بدا للّه في كذا، أي ظهر له فيه، و معنى ظهر فيه أي
ظهر منه، و ليس المراد منه تعقّب الرأي و وضوح أمر كان قد خفي عنه ... الخ.
و
نظيره كلام الشيخ الصدوق و السيد المرتضى و الشيخ الطوسي و غيرهم من أعيان الطائفة
[5] أقول: ففي صحيح البخاري 4/ 146 بإسناده عن أبي عمرة
أن أبا هريرة سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله يقول: إنّ ثلاثة في بني
إسرائيل: أبرص و أعمى و أقرع بدا للّه عزّ و جلّ أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا،
فأتى الأبرص ... الخ.
نام کتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 178