نام کتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 173
بسائط- بوجوداتها الخارجية مناط
علمه تعالى و عالميته بها، قال في الأسفار: فعلمه تعالى عنده- الشيخ الاشراقي- محض
إضافة إشراقية، فواجب الوجود مستغن في علمه تعالى بالأشياء عن الصور، و له الاشراق
و التسلط المطلق، فلا يحجبه شيء عن شيء، و علمه و بصره واحد؛ إذ علمه يرجع إلى
بصره، لا إن بصره يرجع إلى علمه كما في غير هذه القاعدة ... الخ.
و
أمّا المحقّق الطوسي فلم يوافق السهروردي كلّيا، فإنّه- أي السهروردي- أجرى هذه
القاعدة في الأجسام و الجسمانيات كلّها، و إن حضور ذواتها كاف في أن تعلم بالإضافة
الاشراقية، و المحقّق المذكور لم يكتف بذلك، بل جعل مناط علمه بالأجسام و
الجسمانيات ارتسام صور هما في المبادئ العقلية و النفسية، فالقاعدة عنده مختصّة
بتلك المبادئ، كما في الأسفار، لكن السبزواري جعل القولين واحدا فلاحظ.
و
كيف ما كان فبيان هذا القول نأخذه من عبارة المحقّق الطوسي في محكي شرح رسالة
العلم[1] قال قدّس
سرّه: و الحق أنّه ليس من شرط كلّ إدراك ان يكون بصورة ذهنية؛ و ذلك لأن ذات
العاقل إنما يعقل نفسه بعين صورته التي بها هي هي، و أيضا المدرك للصورة الذهنية
إنّما يدركها بعين تلك الصورة لا بصورة أخرى، و إلّا لتسلسل[2]،
و لزم مع ذلك أن يجمع في محلّ واحد صورا متساوية في الماهية مختلفة بالعدد فقط، و
ذلك محال. فإذن إنّما يحتاج في الإدراك إلى صورة المدرك، أمّا الاحتياج إلى صورة
ذهنية فقد يكون لكون المدرك غير حاضر عند المدرك، و عدم الحضور يكون إما لكون
المدرك غير موجود أصلا أو لكونه غير موجود عند المدرك، أي يكون بحيث لا يصل إليه
الإدراك البتة؛ و ذلك إنما يكون بسبب شيء من الموانع العائدة إمّا إلى المدرك
نفسه، أو آلة الإدراك أو إليهما جميعا.
ثم
قال: و إدراك الأول تعلاى إمّا لذاته فيكون بعين ذاته لا غير، و يتّحد هناك المدرك
و المدرك و الإدراك و لا يتعدد إلّا بالاعتبارات التي تستعملها العقول؛ و إمّا
لمعلولاته القريبة، فيكون بأعيان ذوات تلك المعلومات؛ اذ لا يتصوّر هناك عدم حضور
بالمعاني المذكورة أصلا، و يتّحد هناك المدركات و الإدراكات و لا يتعدّدان إلّا
بالاعتبار و يغايرهما المدرك؛ و اما لمعلولاته البعيدة كالماديات و المعدومات التي
من شأنها إمكان أن يوجد في وقت، أو ان يتعلّق بموجود، فيكون بارتسام صورها
المعقولة في المعلولات القريبة التي هي المدركات لها أولا و بالذات، و كذلك إلى ان
ينتهي إلى إدراك المحسوسات بارتسامها في آلات مدركيها؛ و ذلك لأنّ الموجود في
الحاضر حاضر، و المدرك للحاضر يدرك لما يحضر معه، فإذن لا يعزب عن علمه