الفائدة
الأولى: في بيان جملة من الروايات المتضمّنة للكبائر كما تأتي
1.
صحيح عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: حدّثني أبو جعفر الثاني عليه السّلام،
قال:
«سمعت
أبي موسى بن جعفر عليه السّلام، يقول: دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد اللّه عليه
السّلام، فلمّا سلّم و جلس، تلا هذه الآية وَ الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ ثمّ أمسك،
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: ما أسكتك؟ قال: أحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب
اللّه عزّ و جلّ، فقال: نعم، يا عمرو! أكبر الكبائر الإشراك باللّه، يقول اللّه:
مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ.
و
بعده الأياس من روح اللّه؛[1] لأنّ
اللّه عزّ و جلّ، يقول: لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْكافِرُونَ؛ ثمّ الأمن من مكر اللّه؛ لأنّ اللّه عزّ و جلّ،
يقول: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ.
و
منها: عقوق الوالدين؛ لأنّ اللّه سبحانه جعل العاقّ جبّارا شقيّا.
و
قتل النفس التي حرم اللّه إلّا بالحقّ؛ لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:
فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها إلى آخر الآية.
و
قذف المحصنة؛ لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: لُعِنُوا فِي الدُّنْيا
وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.
و
أكل مال اليتيم؛ لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:
إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً.
[1] . يظهر من هذا أنّ الإياس أكبر الكبائر بعد الشرك،
لكن مرّ أنّ الربا أشدّ و أقبح، فتدبّر. و قيل: إنّ محبّة الكفّار أشدّها.
و لا يبعد أنّ القتل و الربا و
محبّة الكفّار و حتى بعض الكبائر الآخر أكبر من اليأس: فلاحظ و تأمّل.