في
صحيح معمّر بن خلّاد عن أبي الحسن عليه السّلام أنّه ذكر رجلا، فقال: إنّه يحبّ
الرئاسة؟ فقال: «ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرّق رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من
الرئاسة»[1].
و
في معتبرة[2] عبد اللّه
بن مسكان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: «إيّاكم و هؤلاء الرؤساء
الذين يترأّسون. فو اللّه! ما خفقت النعال خلف الرجل إلّا هلك و أهلك»[3].
و
في صحيح محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: «أترى لا أعرف
خياركم من شراركم؟ بلى، و اللّه! إنّ شراركم من أحبّ أن يوطّأ عقبه، أنّه لا بدّ
من كذّاب أو عاجز الرأي»[4].
أقول:
لا يحضرني لأحد كلام حوال الموضوع، و الروايات فيها كثيرة، فلا بأس بعدم اعتبار
أسنادها، و لا يبعد أن يقال بأنّ الرئاسة في نفسها غير محرّمة، و إنّما
[2] . في رجال السند محمّد بن خالد البرقي و قد ذكرنا
في رسالتنا الرجالية( بحوث في علم الرجال) لزوم الاحتياط في رواياته، و في السند
عبد اللّه بن مغيرة المشترك، لكنّ الظاهر انصرافه إلى المشهور الثقة بإجماع
العصابة. و أمّا ما في كلام بعضهم من أنّ ابن مسكان لم يرو عن الصادق سوى رواية من
أدرك المشعر ... فهو غير صحيح و هذه الرواية إحدى دلائل بطلانه.