قال
الشّيخ الجليل الثّقة جعفر بن محمّد بن قولويه[1]:
و قد علمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم- أي: الأئمّة عليهم السّلام- في هذا
المعنى، و لا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا (رحمهم اللّه
برحمته) و لا أخرجت فيه حديثا روي عن الشّذاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم عن
المذكورين غير المعروفين بالرّواية المشهورين بالحديث و العلم ....[2]
أقول:
العبارة تحتمل وجهين:
الأوّل:
إنّه لا يذكر في كتابه ما روي عن الشّذاذ مطلقا.
الثّاني:
إنّه لا ينقل عنهم إذا كان الخبر نقل عن غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث
و العلم. و إن نقل عن المعروفين فهو ينقل عن الشّذاذ.
و
على كلّ استفاد منه صاحب الوسائل[3] توثيق
الرّواة الواقعين في الكتاب و تبعه سيدنا الأستاذ الخوئي رحمه اللّه و كان يصرّ
عليه في محاضراته (دروس الخارج) فيحكم لأجله بوثاقة جمع كانوا في علم الرجال من
المجهولين، ثمّ ذكر ذلك في كتابه معجم رجال الحديث[4]،
ثمّ أتعب نفسه الشّريفة في تراجم الرّواة في تمام كتابه فأشار إلى رواية من روي
عنه ابن قولويه دلالة على وثاقته.