إن
التطور العلمي الذي يشهده عالمنا اليوم، و الوسائل التكنولوجية الحديثة قد دفعت
بعجلة المدنية و الثقافة الى الأمام، بل و اصبح الانسان يرقب في كل يوم تصورا آخر،
و هذا التطور قد كشف لنا القناع عن بعض المناهج الدراسية في معاهدنا و مؤسساتنا
العلمية و اذا بها مناهج تحتل زواية ضيقة من هذا العالم العلمي الفسيح.
من
هنا اتخذت المؤسسات العلميّة في الجمهورية الاسلامية في ايران و في مقدّمتها جامعة
المصطفى صلّى اللّه عليه و آله العالميّة؛ أتخذت على عاتقها صياغة بعض المناهج
الدراسيّة صياغة تلائم الحركة العلميّة المعاصرة، و مالها من متطلّبات بحيث تنسجم
مع المحيط العلمي الجديد.
لقد
بادرت الاقسام العلميّة في جامعة المصطفى صلّى اللّه عليه و آله بمخاطبة الاساتذة
ذوي الأختصاص ليساهموا في وضع مناهج حديثة في علوم القرآن، و الفقه، و الاصول، و التفسير،
و التاريخ، و ... كي تلبّي احتياجات الدارسين في مختلف المستويات و على صعيد كل
الاختصاصات الأنسانية و الدينية.
كانت
خطوة الجامعة جريئة و موفقة حيث بذرت بذورا صالحة تفتّقت من خلالها براعم طيبة، و
انتجت ثمارا ناضجة تؤتى اكلها في كلّ حين.
نعم،
لمّا كانت بعض المواد الدراسيّة لم تتوفر فيها الكتب المنهجيّة اللازمة التي تنسجم
مع السطح العلمي لعموم المعاهد و المؤسسات العلميّة، فقد أناطت ادارة جامعة
المصطفى صلّى اللّه عليه و آله- الحقل العلمي- مهمّة تدوين و تأليف هذه المناهج
الجديدة و البحوث العلميّة ذات الطابع العلمي و الأكاديمي الى جملة من الاستاتذة
المختصّين و العلماء الأفاضل،